هيجل فوق الشجرة - محمد خضر

 هيجل فوق الشجرة 



فيما كانت أمهُ تعد عجينة فخذ البط ، تلك الأكلة الشعبية المشهورة في بدايات القرن الثامن عشر ..وكانت أخته تحاول طيلة الوقت أن تعرف لماذا شعور النساء أطول من الرجال ؟ ولماذا لدى الجد شارب أطول من الأب …

مجموعة من الأسئلة التي سرعان ما تلاشت تاركة بدايات النسوية على المحك …

فيما كان الأب المثالي عائداً من وظيفته في جمعية كهرباء الحارة ، حاملاً معه منشورات عن الخلافة النمساوية ..

كان هيجل لا يزال صبياً عادياً ،يمارس الجري، يفرح بتطرف عندما يمتدح أحد سرعته، سرعته التي قادته لأن يكون لاعباً في فريق الحارة الرسمي ،ثم يفوز معهم ببطولة الحواري في شتوتغارت، ينتقل مباشرة إلى نادي العاصمة 

يتابعه الصغار والكبار ،الرجال والنساء ،يهتفون باسمه ..ويقلدون حركاته حين يسجل هدفاً 

يصرخون في الملعب " هذا الصبي من حارتنا " ..

يصبح رمزاً وطنياً ،يرسمه الفنانون ،ويتغنى به شعراء ألمانيا باللهجة المحكية ..

كان هيجل لا يزال صبياً حين علقت الكرة في شجرة الكينا 

تسلقها غصناً غصناً ، حدّق في النّاس من أعلى الشجرة وقال في نفسهِ شيئاً  عن وعي المجتمعات بالنسبة لكل ماهو أعلى منهم …

رمى الكرة إليهم ..وسرعان ما بزغت في رأسهِ فكرة 

 "المعرفة المطلقة " فكرة أن الوجود متشابه إلى حد ما 

مع صعوبة توقع من سيمسك بالكرة أولاً..

وهذا ما تأكد بعد قرنين عندما أضاع رومنغيه الكثير من الأهداف في كأس العالم ..

رمى الكرة إليهم ..

سقطت الكرة على رأس طفل ، كان يحمل منجلاً صغيرًا صنع خصيصا للعب ، يتضح فيما بعد أنه ماركس ،الذي كان يلقب في الحارة : "عامل نظافة الجنة "

ظل هيجل أعلى الشجرة ليلة كاملة ..ثم لم يعد يوماً إلى اللعب …


محمد خضر

تعليقات

الأكثر قراءة