يمر سريعًا
التقيتُ بالشخص الذي اكتشفَ لأولِ مرةٍ أن الوقت الجميل يمر سريعاً ...
لايمزح أبداً .وفي المرات النادرة التي فعل؛ كان ذلك بمحضِ الصدفةِ
لايتغير أبدًا ، سواء كان وحيدًا مثل حلوى منسية في أرجوحة ، أو كان في سهرة الأصدقاء الصاخبة
التقيته كثيرًا ، لوهلةٍ ظننتُ أنني أعرفهُ من سنوات - السنوات القديمة في الروح تلك التي يتحدث عنها الغرباء في بداية التعارف - ثم لوهلة تندهشُ لأنه جديد جداً ،ولم تعرفه من قبل
جديدٌ ويشعركَ بأنكَ بالكاد جلستَ معه ،
ومع أنّهُ يحبُ الأبراج والكلمات المتقاطعة في وقتِ الفراغ ،لكن لم يمكنني التنبؤ بأي شيءٍ قد يفعلهُ بعد قليل .
خصوصاً عندما يُميِّل كوفيّتهُ على جبهته مُشمراً ثوبهُ إلى نصفِ ساعدهِ ويتحدث بلكنة المراهقين .
أو عندما يجلس بترقبٍ وقلقٍ أمام قناة إخبارية ،ويتذكرُ شيئاً عن حربِ قديمة بدون سبب
حين سألهُ عابرٌ : كم هي السَّاعة الآن ؟ نظرَ إلى السَّماءِ للحظة .
أغمضَ عيناً كأنهُ يصوّب ببندقية في طائرٍ أو نوءْ ! وسألهُ فجأة : كم عمرك ؟ وكان يعني أن الوقت لايزال مبكراً ..
مبكراً على كل شيء قد يقومُ به !
كانت إجابته تختلف عندما يسأله صديق ، أو رجل مسن ، أو طفل ..
كأنما فهم شيئًا لم ندركه من حركة منبه الساعة
وهو يرن بنغمة نقار الخشب
لم يكنْ خفيفاً ومرناً بالقدرِ الذي يسمحُ بسؤالٍ خاص ولاثقيلاً كي لا تسألهُ عن ذوبان الوقتِ .يغادرُ فجأةً، وكأنما تذكر شيئاً مهماً .
ثم يعود بعد أيام ....
يعودُ من حيث انتهى الآخرون .
من المجموعة الشعرية
فراغ في طابور طويل
محمد خضر
تعليقات
إرسال تعليق