أقل ضياعاً.. أشد جرأة نصوصه أسئلة.. لم تفتح صناديقها

 



هدى عبدالله الدغفق

    كيف يماثل الحلم حالات الواقع؟.

ربما يحدث ذلك لكن حدوثه نادر ومن صور حدوثه الشعر بوجه خاص. قرأت مثل تلك الصورة في نصوص الشاعر السعودي الشاب محمد خضر حيث تكرر حدوث التوافق بين الحلم وواقعه في نصوصه، ولذلك فقد اهدى الشاعر تفاصيل ذاكرته الشعرية بعبقرية بليغة بقوله: في سردنا لأحلامنا نوجزها. ولكن مع إيجازها – تطول قصيدة محمد فتسرد تفاصيلها الحالمة.

والشاعر محمد خضر وهو يفتح صندوق ذاكرته يحاسبها على مايحتويه من التفاصيل الأزلية التي ربما اضحت مسنة وهي في شبابها.

وفي ناحية أخرى يفصح الشاعر محمد خضر عن مدى علاقته العميقة بالتقنية وهو يرصد تعاطيه الوثيق معها ومع حاضره فمن خلال نصوصه تتواجد كثير من تفاصيل وادوات الاتصال الحديثة والتكنولوجيا كالانترنت والماسنجر والهاتف الجوال.

ومما يلاحظه قارئ (صندوق أقل من الضياع) أيضا الحضور الطاغي للآخرغير العاقل/ الجماد وهذا الآخر/ الجماد يتجسد حضوره في خطاب الشاعر كما لو كان واياه على انفراد ولاغيرهما سوى الموجودات والجمادات الأخرى التي تتحدث والشاعر في معظم قصائده مايدعوني الى طرح السؤال: هل بلغ شاعر العصر التقني أو مايجوز لي أن أسميه الشاعر الالكتروني الى مقدار كبير من العزلة حتى وصل بخطابه وتفاصيل مكانه اللذين لاينطقان ربما- في نظر متلقيهما الى درجة أنسنتهما في نصوصه الشعرية بشكل خاص والابداع الحداثة عموما؟.

ومن منظور آخر لنصوص خضر في ديوانه (صندوق أقل من الضياع) يتضح حس المواجهة و تبدو سمة لشخصية الشاعر يطرحها في نصوصه على هيئة اسئلة مثلما نقرأها في نصه (تفاهم) و يبدو اهتمام محمد خضر بيومياته وهويسردها في نص “سيرة الولد”ويفصل حالته اليوميه بكل احداثها المؤقتة والباقية ويختم نصه بطريقة لايتوقعها القارىء يبطل معها رد الفعل تجاه النص ومايحفل به من صور واخيلة مثيرة للدهشة وكأن الدهشة فكرة تتناقص مع آخر صور النص.

وتبدو في هذا النص محاولة الشاعر ايجاد صيغة تفاهم مرنة تنبعث من احشاء الاسئلة المطروحة والمضمنة داخل نصه.

و من خلال نص (هوامش الريح) يعبر الشاعر محمد خضر عن فلسفته الشعرية ويكثف فيه مشاهداته لتفاعلات الطبيعة حيث الريح تبكي والغبار ذو سلوك صبياني يثير الشغب.

ويتضح ذلك وغيره أيضا مثل انشغال الشاعر بذكرياته وذاكرته حيث يتحدث عنهما بصيغة الماضي حتى وهو يتناولهما في مشهد حاضر ومثل ذلك ظاهر في نصه (رسم).

وبالإضافة إلى العلاقة الحميمة بين الشاعر محمد خضر وبين تفاصيله المكانية والزمانية تبدو له علاقة حميمة أخرى وهي بالأرقام هذه المرة ويمكن تفسير علاقة الشاعر محمد خضر بالزمن التي احتلت مكانا في بعض نصوص الديوان بل ترأست عناوينها مثل نصوصه التي وردت معنونة مكتوبة باللغة الانجليزية: (الغرفة 209) (6.00) وفي نص (1998م) يمكننا بإيحاءاتها إدراك ما يتمتع به الشاعر من دقة قلقة وملاحظة واهتمام بإشراك كل ما/ ومن يتعاطى وإياه من أدوات وكائنات دون تصور مسبق لماقد يتركه ذلك الأمر من انطباع يغض النظر عن هيأته إيجابيا كان أوسلبيا. وهو مايجعلنا نصل إلى نتيجة مهمة قد لاتتوافر في كثير من النصوص التي كتبها شعراء من الجيل نفسه تحسبوا كثيرا لانتقاد متلقيهم فافتقدت نصوصهم مع ذلك التحسب بعض جمالياتها ورصدها المتمعن في واقعها ولامألوفها من الصور والأخيلة عن معاشها ومعايشاتها.

وفي تأكيد آخر لقدرة الشاعر خضر واقتداره وإرادته الشعرية على الانفراد بنصه عند كتابته دون تأثره برقابة متلقيه، انتقاد الشاعر المشهد الحالي للكون الذي يشبه في منظوره المركبة الفضائية، والحرب الكونية وهي تأخذ من سمات السلحفاة البط ء لكن بطئها دون مافي روح السلحفاة من تسامح وهي تتباطأ في سيرها وتتأمل مسافة أميالها لأن الحرب الكونية تؤذي ببطء شديد:

ومن ناحية الكون وناره الحالية المشتعلة بحروب اهلها التي تأتمر لشرور ساستها الذين يستمتعون بمقدار مايخلفونه من دمار، ينتقل الشاعر محمد خضر بقارئه الى جنة العشق وفيها يتوحد الاثنان الرجل والمرأة وتبدو لهما الروح ذاتها التي تتكامل بملكوتها السري ومن خلال نصه (لهفة مستعجلة) وفي طرافة تعبيرية لاتخلو من حس الهيام واثارته الوجدانية واستكناهه المتوجس لما يكون عليه مجهولها من مشهد لقصة عاشقيها ويسرد الشاعر محمد خضر تلك الحالة المتكاملة ويكتب روحانيتها بواقعية دون النظر إلى ماقد تورثه من ردود فعل اجتماعيا وايديولوجيا ولذلك يتحرر مشهده الوصفي وحقيقة صوره من مأساة خضوعها الى معايير وقيم وتقاليد تضعف بمجاملتهما الشعرية: (قرات لهفة عاشقها في فنجان قهوة بسكر اقل لتتأكد من مشاعرها بنية فنجان الحبيب).

واما ما ذكرته سابقا عن العلاقة الحميمة التي تربط الشاعر بموجوداته فيؤكده محمد خضر بعودته الى التعبير عن ذلك مرة أخرى بل مرارا، وربما كون ألفته السريعة المتقدمة اياها وكسرها وحشته من الوحدة باقامتها معه وسكنها في مسكنه وصداقتهما الزوجية وثقته العائلية بها التي نمت من معاشرته اياها وسلوته بها وطمأنينته اليها ربما دعاه ذلك الالتحام اليومي بها وتحسس نبضها الى نتيجة يمكن معها تأويل وفهم جنوح الشاعر خضر وتعبيره المتنوع بلسان موجوداته وتشخيصه لها وهي تشيع بينها روحا من الحوار العقلاني الذي يوحي بما يتمتع به الشاعر من فلسفة رفيعة مكنته من اعلان منطقه والبوح به بطريقة غير تقليدية يتبادلها من خلال استفادته من تشخيص ادواته وموجوداته التي تربت على يديه وتتخلق بخلقه وتتبادل احاديثه فيما بينها وبينه ايضا لتنطق مضامين ذلك في معاني شعره نيابة عنه وعلى النقيض من تلك العلاقة الصافية التي قد تبقى شفافة نبيلة بين اثنين استحضر الشاعر خضر مشهدا واقعيا لاخرين/ جمادين يرتبطان بعلاقة طيبة تحولت الى قطيعة بسبب تغير احدهما واستماعه الى نميمة ظنونه التي جردته بمرور الوقت من انسانيتها الرفيعة وفي قصيدة (السكين في النار) صور محمد خضر بعض مزايا تلك العلاقة المتحولة في حوار شديد اللهجة والايلام: على لسان موجوداته وكان تاثيره المعنوي اشد ايقاعا مما لو كان الوصف من خلال الانسان ذاته مايشحذ الهمة الشعرية الجديدة الواعدة الى الشجاعة الابداعية و توثيق اواصر مضامينها وعلاقاتها التخيلية وابتكاراتها لمخزونها الذهني وموروثها المعرفي ومعرفتها وعلمها وفطرتها المتسقة مع تقنياتها وموجوداتها ومكونات محيطها الخاص والعام واشكال استكشافها وكشفها لمفردات خباياه وماتنطوي عليه من دهشة وتراكم وغنى تصدر ويصدر عن حس مبدعها دون تردد او تراجع او خشية من حكم المتلقي ومحكمة مجتمعه الذي ربما يهزأ باستنطاق الابداع الحديث لتفاصيل يومه والتخاطب مع موجوداته: (قالت الملعقة للسكين /اخرجي من حياتي ايتها الفاجرة/ صدقت السكين الحادة ذات المسمارين الوهميين والارداف الخشبية الشهية / صدقت الحكاية عن فجورها وخرجت/ قهقهت الملعقة في عزلتها../ هي الآن بلاوظيفة / حياة أشبه بحياة ساطور متقاعد/ برغم مفاتنها الكثير غنجها..).

وهناك نصوص اخرى ايضا تبين ماينتهجه الشاعر من فلسفة ومواقف فكرية خاصة به مثل ما عبر عنه من خلال نصه “الساعة الثانية عشرة” ايضا يفصل الشاعر بعض مواقفه الفكرية من شيء ما ويصل الى بذلك إلى ان كل فلسفة في حضرة الحب تسقط ويصبح الحب هو فلسفة الساعة التي لايمكن ان يسقطها شيء.

وفي نص اخر ايضا هو (حديث البلكونة) يصف الشاعر محمد خضر لامبالاة أنثى ما بحديث عاشقها ولقد تميزت صوره باستحضارها مشهدها بإخراج درامي لا شعريا فحسب.

و لم يزل استرسال خضر اكثر حدة ومبالغة ووضوحا ايضا في تشريح ذكرياته التي يبدأ فيها بذاته فيعريها امام قارئها دون توجس من مواجهته بفشله واخطائه واخفاقاته: (ركام): (ليس لدي الآن / ذاكرة مطاطية / لأمد سياج الكلمات/ إلى حديقتك الصامتة / الأزقة العرفناها سويا / أزقة النوم / والسهر الصباحي / غادرت مترعة بلمسات الحرير الشفيفة/ ومانسميه الذكريات تبقى منها الكثير.).

ويلجأ الشاعر محمد خضر احيانا الى تكرار عبارة واحدة في نصوصه ومن تلك النصوص مثلا: “مطابقات” و”لافراغ احمله” وربما أراد الشاعر من تكراره ان يفصح عن مدى ايمانه بقناعاته ومبادئه في حياته العامة ايا كانت ومقدار تمسكه بها وذلك النص يوضح ايضا الموقف الصارم الذي يقفه الشاعرمحمد خضر وتعامله بحزم إزاء مايتعلق بحياته وشؤونها واحوالها.

دون ان يتأثر بصياغة لغة الفكر العملية العلمية التي تميز المنطق عادة كونها لغة لها اسلوبها الذي لا يتناسب وروحانية الشعر وملائكته وهي تبسط ريش اجنحتها في شريان شاعرها فتطير به الى بوحه ولقد اجاد الشاعر محمد خضر في صياغة مواقفه الفكرية والعقلية برهافة شعرية لها مقاييسها ونسبها المدروسة بإلهام احاسيسها ووحي اخيلتها التي تبنتها بروحها وصاغتها بوجدانها ويبدو انها تعمل بها وتتعلم منها في حاضرها ومستقبلها كماتعلمت منها وعملت بها في ماضيها.

ولم يتناس الشاعر خضر التعبير عن المرحلة الثقافية التي مر بها ابناء جيله من المثقفين والمبدعين الشعراء بوجه خاص وماكانوا يعانونه من حرب فكرية وهجمات متطرفة ضد فكرة الحداثة بل ضد أي تطور ومعرفة ونهوض بالفكر والابداع ووصلت بهم الجرأة والجهالة التي لا تعترف باسلوب الحوار وترفض احترام اوقبول اختلاف الراي والفكرالاخر والتعاطي معه واقناعه او الاقتناع بفكرته الى درجة حدث معها تكفيرهم لبعض المثقفين. و من خلال نصه “سطر” عبر الشاعر محمد خضر عن تلك المرحلة ومالحق بالمثقفين وماكانوا يعانون من رفض اجتماعي تبعي ترتب على تأثرهم بالفكر المتطرف وتشكيك في عقيدتهم وذلك من خلال ماتقوله الحبيبة: (ماذا لوقالت حبيبتك الشاردة / الغائبة فجأة / انها لاتحبك / لانك خالفت أحكام الرب).

وهناك موضوعات شغلت حيزا كبيرا من نصوص الشاعر مثل موضوع الفراق والوحدة والحزن وكما سيطرت تلك الموضوعات ومدلولاتها على شعوره فقد بسطت سطوتها على معاني وتعابير محمد خضر ظهرت معظم نصوص ديوانه (صندوق أقل من الضياع) بمظهر إعياء وخنقتها اخيلته وهي تزفر ثاني اوكسيد كربونها الاسود عدة مرات من خلال تلك الموضوعات بسبب استنادهاعلى موقف لايمكن مقاومة حزنه او مخزون ألمها بصورة فراق سلبية او تاويلها للوحدة في اضيق معانيها وابشع دلالاتها من ذلك نص “تعويذة للفقد” الذي يعبر عن مدى الوجع الذي قد يحل بفقد الاعزاء و تلا هذا النص نص كان الفرق بينه وبين عنوان النص الذي سبقه بحرف واحد هو: تعويذة الفقد ” وهي تعويذة جاء نصها اشد وقعا وواقعية وايقاعا معنويا من سابقها. ومثل ذلك أيضا نص “تلك الأشياء”. كذلك وبالاضافة الى الموضوعات التي سبق ذكرها فقد كانت المرأة من الاولويات الشعرية التي استولت على فكر الشاعر وصوره وجاء تعبيره عنها في نماذج لصور معنوية محدودة فامرأة محمد خضر لاتخرج عن صورتها كعاشقة او تصويرها جسدا معشوقا فحسب ! مايستشف منه نتيجة وهي قلة تأثير المرأة وأهميتها في عوالم الشاعر محمد خضر وحياته ومحدودية دورها الذي بدأ متأخرا في مراحل عمر الشاعر وربما كان ذلك عند بلوغه سن المراهقة حيث برزت صورة المرأة كمعشوقة ومن ثم استحضرها الشاعر او لاحضرت الى عوالمه واسرار حياته كعاشقة فحسب دون فاعليتها وقصور دورها في حياة الشاعر بحيث لم يعشها او يعايشها في صورها النموذجية الاخرى. ومن نماذج ذلك التأثر القليل والمحدود بنماذج الأنثى نص: () الذي عبر من خلاله عن خيبة امرأة افتقدت الحب وتبحث عنه دون نتيجة ويجيد وصف ذلك ويكتب قصيدته من منظور وعيه وعلاقته الوطيدة بالمرأة ودورها في ابداعه حيث تبدو المراة موضوعا اساسيا في شعره.

وهناك جانب اخر شكلي له صلة وثيقة بالنص هو العنوان الذي ربما لا يلقى اهتماما كافيا به ولايعطيه كثير من المبدعين مايستحقه من العناية والاشتغال على شأن تاليفه وابدعه ابداعا مناسبا يليق برفقته وتصدره اياه وتقديمه الانطباع الاول لدهشة نصه في ذهن متلقيه ومن المبدعين من يتناسى ان العنوان بوابة الدخول التي يعبر من خلالها المتلقي الى النص الابداعي، وفي هذا الشأن شأن العناوين ابدع الشاعر محمد خضر بتعددية ابتكاره عناوين وموضوعات نصوصه وسلك في تأليفه وصياغته عناوين نصوصه المسلك نفسه عند تأليفها.

وحفلت اخر صفحات الديوان بنصوص قصيرة ونصوص اخرى قصيرة جدا مثل نص “دخول”: (الدروب تضلل المارة / لتستيقظ الجغرافيا).

وجاءت خاتمة ديوان محمد خضر بنص طويل نوعا ما على العكس من النصوص الاخرى التي سبقت وكان بعضها متوسط الطول وبعضها قصير وبعضها قصير جدا.

وجاء نص “سأم” بعنوان له دلالته النفسية والشعورية حيث ان طوله يوحي باقصى درجات الملل مع ان النص قد كتب بطريقة ابداعية مغايرة لما سبقه من النصوص في ديوان (صندوق خال من الضياع) واختلف عنها فجاء في صياغته واسلوب تقسيمه على نحو نصوص الشاعر المغربي الكبير محمد بنيس وادونيس ايضا وهو بطاقته الشعرية واخيلته ودهشته وايقاعه وانساقه وتراكيبه وجمله وعباراته و لا يفصل بين روح شعره وبين جسدها الا اشارات تقف بين جمله لتضبط ايقاعها وانفاسها وتحركاتها في ذهن متلقيها.

ونص (سأم) بذلك يمكن القول عنه انه مشروع ديوان يتيم لم يكتمل هو نص ديوان مستقل بذاته لايشبه ماسبقه من النصوص الأخرى في مجموعة (صندوق أقل من الضياع) ولايجمع بينه وبينها شيء سوى الشعر. ومن وجهة نظري أن الشاعر محمد خضر اوقع ظلمه على هذا النص واعاق اكتماله وتناسله وكانه سئم من تطاوله فاوقفه عمدا عند ذلك واسماه باسمه الذي اقترحه نفسه الشعري الذي كان في مرحلة كتابته اياه تحت حالة لاشعورية او لاوعي سلبي متخاذل محبط شعريا وربما شعوريا اثر بهما على طاقته اللاشعورية التي لم تكن تعادل في فيضها فيض النص ومكنونه ومكوناته آنذاك فخذلها الشاعر محمد خضر وبالتالي خذلته هي. وحشره خضر الى صف النصوص الاخرى في الديوان التي من الواضح انها تمازجت وانسجمت فيما بينها وجمعت بينها روح خارجية وداخلية بين مضامينها وتعبيراتها كذلك ماعدا نص (سأم) الذي بدا طفلا خديجا ربما لو تريث شاعره في انتظار اكتماله لكان قد جنى قطافه ديوانا مستقلا وتجربة شعرية اخرى مختلفة تسجل بتميزها في رصيده الابداعي بالنظر إلى ماتضمنه نص (سأم) الذي فيه كثير من التحليل والشرح المعنوي والتاويل الدلالي والتناسق البين الجمل وتراكيبها العميقة المتعمقة الطريفة المنبثقة المنبئة عن مدى ثقافة واطلاع شاعرها لغويا وقرائيا.

ولكن ذلك لايعفي الشاعر من ان يقع أحيانا في حيرة انتقاله بين استعمالات اللغة في التعبير السردي وبين استعمالاتها في سياق النص الشعري بما يحفل به من كثافة وايجاز وتجاوز فيقع في شرك الفكر والمنطق.

لكن ذلك كله لايمنع من الاعتراف بأن هذا الديوان تجربة متطورة ومهمة انتقل بها الشاعر محمد خضر الى تجربة أخرى مغايرة تماما لتجربته عن نصوصه السابقة في ديوان (مؤقتا تحت غيمة). وربما سيأتي الشاعر خضر بتجربة نادرة يبشر بها عنوان وغلاف ديوانه الجديد الذي سيصدر ويتم توقيعه في معرض البحرين الدولي للكتاب الذي سيقام بعد أيام في سبتمبر الحالي، وعنوانه (المشي بنصف سعادة


صحيفة الرياض 0 سبتمبر 2007م - العدد 14332


تعليقات

الأكثر قراءة