عن ( منذ أول تفاحة ) محمد خضر -

 

كتبه : شريف الشافعي

قال الشاعر السعودي محمد خضر عن أجواء مجموعته الجديدة “منذ أول تفاحة” الصادرة عن دار “أثر” للنشر: “أفكر في سيناريو مختصر لفكرة الوطن، في تسوية محايدة بين ظلي وإحساس الغريب”.

واستطرد الشاعر محمد خضر، وهو أيضًا روائي وباحث، قائلاً لـ”بوابة الأهرام” عن عوالم مجموعته الجديدة، الخامسة في مسيرته الشعرية: “أفكر كذلك في الشوكة التي تحاول الأحزان كسرها في نشيد الصباح، في المصير كمفردة لاعلاقة لها بالدم، في تفكيك التراب من عناصره النقدية إلى صياغة أخرى لوجهي”.

ويضيف خضر: “سأعترف بأنني فشلت في هدم البنية التحتية لهذه الليلة، أتنحى عن كرسي المقهى، وأقرأ وطنا في الفنجان!”.

تضمنت مجموعة “منذ أول تفاحة” عددًا من النصوص، يذهب الشاعر فيها إلى تقصي الذاكرة والنص التجريبي وطرق مناخات متعددة، فهو تارة ينشد للحرية قصيدة الفراشة، وتارة مع الحنين والذكريات في صورة العائلة يقترب بكاميراه من الناس ويلتقط صورًا عديدة لأحزانهم ومصائرهم وأسئلتهم.

تشتمل المجموعة على عدة أقسام، منها “السابق”، وهي مجموعة نصوص متناثرة، و”قابل للكسر”، وهي مجموعة نصوص قصيرة. يقول في أحد نصوصه: “وقال الراوي إنما جاءت الحرية في أصلها من الحجر النائم في أعماق الأودية، حتى إذا انهمر السيل وتكسرت الأغصان، أخذت الريح بيديه ليصبح على تل صغير، لأول مرة من يومها والحجر يفكر في عظمة الهواء”.

وفي نص آخر يتداعى في الغوص في نقد السائد بلغة لا تخلو من حدة أحيانا: “يا من تنتظرون مواعيد من الآف الأعوام على مقاعد التاريخ، يا من جفت حياتهم من قراءة الطالع، يا من أصبحتم قطيعًا من العدم في قبضة هذا السواد، التفتوا ولو لبرهة إلى الحياة”.

ولايكتفي الشاعر بذلك، بل يمضي بنا إلى التذكر والنص اليومي المشبع بالمعيش والمهمش، ليقول في نص آخر: “غرفة ترك فيها الأصدقاء ضحكاتهم وعشب أحزانهم، تركتْ فيها الأفلام خللا في الإخراج، ترك لها الشتاء معاطف أعلى من الباب، تركت الدمى والتحف هيبتها الوثنية، تركتْ فيها الجدران صورا ملونة، تركت فيها وردة البلاستيك حفنة عسل، تلك الغرفة التي غادرت الآن”.

للشاعر محمد خضر دواوين: “مؤقتا تحت غيمة” (2002)، “صندوق أقل من الضياع” (2007)، المشي بنصف سعادة (2008)، “تماما كما كنت أظن” (2009)، وقد شارك في مهرجانات وملتقيات شعرية متعددة، منها ملتقى المورد الثقافي بالبحرين، ومهرجان الشعراء الشباب في اليمن، وملتقى قصيدة النثر بالقاهرة، وملتقى مدد بدمشق، وغيرها.

الأهرام المصرية : 24-2-2013